حملة جسد واحد لنوقف مجاعة الصومال
تحت شعار
"كم جائع ستطعمه في رمضان"
وتفاعلاً مع المجاعة المؤلمة التي تمر بها دولة الصومال الإسلامية، دشنت لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب حملة
"جسد واحد لنوقف مجاعة الصومال"،
وقد انضم لهذه الحملة على الفيس بوك أكثر من خمسين ألف مشترك، حيث تستهدف الحملة جمع تبرعات عينية ومادية تنظم في ضوئها مجموعة من القوافل الغذائية والطبية لإغاثة الصومال المبتلى،
وإضافة إلى قبول التبرعات المصرح بها رسمياً، فإن الحملة تفتح أبوابها لكل من يريد أن يتطوع بوقته وجهده للمساهمة في إنجاح هذه الحملة وقوافلها المباركة.
وتوضح الحملة أن دولة الصومال تشهد أسوأ مجاعة منذ 20 عاماً، وأسوأ موجة جفاف تمر بها منذ ستين عاماً، حيث بات أكثر من نصف سكان البلاد عرضة لخطر المجاعة، ومات بالفعل عشرات الآلاف من الأشخاص غالبتهم العظمى من الأطفال.
كما توضح الحملة أن أبشع الروايات تأتي من جنوب الصومال وبالتحديد من مدينتي باكول وشابيلي السفلى،وأن النساء تسير مئات الكيلومترات ليصلن إلى مخيمات النازحين في العاصمة مقديشو من أجل الحصول على الفتات اللازم لبقاء أبنائهن على قيد الحياة.
وأنه يتعرض نحو 2.5 مليون شخص في الصومال من أطفال ونساء وشيوخ وحتى الشباب لخطر المجاعة القاتل. كما نفق نحو 60% من الثروة الحيوانية في البلاد التي يعتمد عليها السكان كمصدر للغذاء وأحد أعمدة الاقتصاد.
وأدى الجفاف إلى فشل الموسم الزراعي وهلاك المحاصيل، ما تسبب بدوره في ارتفاع أسعار ما تبقى، وبات الغذاء غير كاف لأهالي الصومالي الذين يعانون فقرا بالفعل.
ونزح 135 ألف صومالي منذ يناير الماضي معظمهم إلى كينيا وإثيوبيا المجاورتين. ويصل 1700 صومالي يوميا في المتوسط إلى إثيوبيا و1300 آخرين في المتوسط إلى كينيا.
وقد فاقم الأمر منع المساعدات عن الشعب الصومالي بسبب إدراج أمريكا حركة الشباب المجاهدين على القائمة الأمريكية لـما تصفه بـ "المنظمات الإرهابية" وهو مايعني حظر إرسال مساعدات إنسانية إلى مناطق تسيطر عليها.
وبالمقابل، تمنع حركة الشباب عدد كبير من المنظمات الإغاثية الأجنبية من العمل بسبب استغلال تلك المنظمات للظروف الصعبة التي يواجهها أهالي البلاد في التبشير والدعوة إلى التحول من الإسلام إلى النصرانية.
كما تقول الحركة إن منظمات الإغاثة الغربية تتعمد إفساد مواسم الحصاد بتقديم المساعدات الإنسانية في صورة حبوب ومزروعات مجانية في نفس الموسم الذي يحصد فيه الفلاحون محصولاتهم الزراعية، وهو ما يتسبب في نقص الإقبال على الإنتاج المحلي وانخفاض الأسعار، وبالتالي إفلاس الكثير من المزارعين وعدم تمكنهم من زراعة أراضيهم في المواسم التالية.
وعلى صعيد العمل الإغاثي في الدول العربية والإسلامية، وبحسب الحملة فقد أعلن اتحاد الأطباء العرب أنه أرسل مندوباً إلى الصومال للإعداد لحملة إغاثة، وفتحت لجنة الإغاثة والطوارئ التابعة للاتحاد حساباتها لاستقبال التبرعات لإغاثة أهالي الصومال من المجاعة.
ومنذ بداية الأزمة التي وصلت ذروتها بالإعلان الدولي عن انتشار الوفيات بسبب الجوع، وجهت الجامعة العربية نداءً عاجلاً للدول العربية والمنظمات المتخصصة، والقطاع الخاص العربي لاستنفار طاقاتهم وإمكانياتهم لنجدة المتأثرين بالجفاف في الصومال، والمساهمة في الجهود الجارية لإنقاذ النازحين واللاجئين الصوماليين بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة من غذاء ومياه وأدوية ومأوى.